نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 207
على رفعه، لأنّه لم يتعيّن عمّا كان عليه، و الصحيح الأوّل بدليل
اتّصال الاسم بها إذا كان ضميرا، نحو: كنت قائما، و الضمير بالاستقراء لا يتّصل
إلا بعامله، و يشترط في المبتدأ الّذي تدخل عليه أن لا يخبر عنه بجملة طلبيّة و لا
إنشائية، و أن لا يلزم التصدير و لا الحذف و لا عدم التصرّف و لا الابتدائية، سواء
كان لنفسه أم لمصحوب لفظيّ أم معنويّ.
«نصب الخبر»أي خبر المبتدأ خلافا للكوفيّين في
أنّه انتصب على الحال، و أكثر النحاة على أنّه لا يجوز رفع الخبر بعدها على إضمار
مبتدأ محذوف، فلا يقال: كنت قائم، أي أنا، و قد ورد في الشعر ما ظاهره الجواز، فإن
كان تفضيلا جاز الوجهان، نحو: كان الزيدان قائما و قاعدا أو قائم و قاعد[1]. و رفع
الاسمين بعدها، أنكره الفرّاء، و قال الجمهور فيها ضمير شأن، و الكسائيّ و ابن
الطراوة ملغاة، و ذكره في الإرتشاف.
تنبيهان:الأوّل:إذا انتقض خبر ليس بإلا لم يخرج عن هذا العمل في لغة أهل الحجاز، و
بنو تميم يرفعون الخبر حملا لها على" ما" في الإهمال عند انتقاض النفي،
كما حمل أهل الحجاز ما على ليس في الإعمال عند استيفاء شروطها.
حكاية أبي عمرو مع عيسى بن عمرو:
حكى ذلك عنهم أبو عمرو بن العلا[2]، فبلغ ذلك عيسى بن عمرو الثّقفيّ[3]، فجاء، فقال: يا أبا عمرو ما شيء بلغني عنك أنّك تجيزه؟
قال: و ما هو؟ قال: بلغني أنّك تجيز ليس الطيب إلا المسك، بالرفع،
فقال له أبو عمر:
نمت و أدلج الناس، ليس في الأرض تميميّ إلا و هو يرفع، و لا حجازيّ
إلا و هو ينصب، ثمّ قال لليزيديّ[4]: تعال أنت يا يحيي، و قال لخلف الأحمر[5]: تعال أنت
يا خلف، امضيا إلى أبي مهديّ[6]فلقّناه الرفع، فإنّه يأبي، و امضيا
إلى المنتجع[7]من
تيهان التميميّ فلقّناه النصب، فإنّه يأبي.