نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 194
حذف المبتدإ وجوبا:
و أمّا حذف المبتدأ وجوبا فحيث كان مخبرا عنه بنعت مقطوع إلى الرفع
لمجرّد مدح، نحو: الحمد للّه الحميد، أي هو الحميد، أو لمجرّد ذمّ، نحو: أعوذ
باللّه من إبليس عدوّ المؤمنين، أو ترحّم، نحو: أللهمّ ارحم عبدك المسكين.
و إن كان النعت لغير ذلك كالتخصيص[1]، نحو: مررت بزيد الخياط، جاز الإظهار
و الحذف، أو أخبر عنه بمصدر جئ به بدلا من اللفظ بفعله نحو: سمع و طاعة، قال [من
الطويل]:
أو بمخصوص نعم و بئس مؤخّرا عنهما، نحو: نعم أو بئس الرجل زيد، إذا
قدّر خبرا، فإن تقدّم، نحو: زيد نعم الرجل، فهو مبتدأ لا غير.
أو بصريح القسم، نحو: في ذمتى لأفعلنّ، أي في ذمتى ميثاق، أو عهد عكس
قولهم:
لعمرك لأفعلنّ.
و اعلم أنّ الأصل في المبتدإ المسند إليه أن يكون معرفة: لأنّ الغرض
من الإخبارات إفادة المخاطب ما ليس عنده و تتريله مترلتك في علم ذلك الخبر، و
الأخبار عن النكرة لا فائدة فيه، «فلايكون المبتدأ نكرة إلا مع»حصول «الفائدة»، فإذا حصلت الفائدة فأخبر عن أيّ نكرة شيءت، وجد شيء من الشرائط، أو
لم يوجد، فيجوز أن تقول: كوكب انقضّ الساعة، و لا يقال: رجل قائم.
هذا ما عوّل عليه المتقدّمون في ضابطة الابتداء بالنكرة، و رأي
المتأخّرون أنّه ليس كلّ أحد يهتدي إلى مواطن الفائدة فتتبعوها، و أنهاها بعضهم
إلى نيّف و أربعين موضعا، أوردها السيوطيّ[3]في الأشباه و النظائر.
و قال بعضهم: إنّ الضابط في ذلك قرب النكرة من المعرفة لا غير، و فسّر
قربها من المعرفة بأحد شيئين: إمّا باختصاصها كالنكرة الموصوفة، أو بكونها في غاية
العموم كقولنا: تمرة خير من الجرادة، فعلى هذا الضابط لا حاجة لنا بتعداد الأماكن،
بل نعتبر كلّ ما يرد، فإن كان جاريا على الضابط أجزناه و إلا فمنعناه.
[3] - الجلال السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر، ولد و
توفّي بالقاهرة، له نحو 600 كتاب في التفسير و الحديث و الفقه و اللغة و التاريخ،
منها «المزهر» في فلسفة اللغة، و «بغيةالوعاة في طبقات اللغويين
و النّحويّين» و «الأشباهو النظائر في النحو» توفي
سنة 911 ه. الأعلام للرزكلي، 4/ 71.
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 194