responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 189

حذف الخبر وجوبا:

و قد يجئ النوع الأوّل من المبتدأ، محذوف الخبر وجوبا، و ذلك في أربع مسائل: إحداها: بعد واو صريحة في المعيّة، «نحو: كلّ رجل و ضيعته»، بفتح الضاد المعجمة، أي حرفته، و سمّيت بذلك لأنّها تضيع بالترك، أو لأنّ صاحبها يضيع بتركها، فكلّ مبتدأ، و رجل مضاف إليه، و ضيعته معطوف على المبتدأ، و الخبر محذوف وجوبا، أي مقرونان، و إنّما حذف لدلالة الواو و ما بعدها على المصحوبيّة، و وجب الحذف لقيام الواو مقام مع، و لو جئ بمع مكان الواو كان كلاما تامّا.

هذا مذهب جمهور البصريّين، و ذهب الكوفيّون و الأخفش إلى أنّه مبتدأ لا يحتاج إلى خبر لتمامه و صحّة معناه أي مع ضيعته، و اختاره ابن خروف، و التقييد بالصريحة في المعيّة احتراز عن المحتملة لها و للعطف، نحو: زيد و عمرو، فلك أن تأتي بالخبر و تقول: مقرونان، و أن تحذفه اعتمادا على فهم السامع من الاقتصار عليهما معنى المصاحبة و الاقتران، و من ذكره قوله [من الطويل‌]:

106- ...

و كلّ امرئ و الموت يلتقيان‌ [1]

تنبيه: ذكر بعضهم في نحو المثال المذكور إشكالا، و هو أنّ الضمير في ضيعته لا يجوز أن يعود إلى كلّ، و لا إلى رجل. أمّا الأوّل فلأنّ التقدير عليه كلّ و ضيعة كلّ، و هذا ليس المرجع، لأنّه مطلق، و ذاك مقيّد بالنسبة الإضافيّة. و أمّا الثاني فلأنّ التقدير كلّ رجل و ضيعة رجل، و هذا لا يصحّ أيضا، لأنّ الّذي ذكر، شامل لجميع الأفراد بقرينة أداة العموم، و رجل وحده لا يفيد ذلك.

و الجواب أنّ الضمير يرجع إلى كلّ رجل، و كما أنّه نائب عن أفراد متكثرة، فضميره نائب عن ضمائر كثيرة يعود بكلّ اعتبار إلى رجل، فكأنّه قيل: زيد و ضيعته، و عمرو و ضيعته، و هكذا لأنّ الضمير عين مرجعه، فإذا كان مرجعه عاما، كان هو عامّا كذلك، و لذلك حكم بعضهم أنّ الضمير إذا عاد إلى نكرة، أو فسّر نكرة، كانت نكرة.

و الثانية: قبل الحال الممتنع كونها خبرا عن المبتدأ المذكور قبلها بأن يكون المبتدأ مصدرا عاملا في اسم مفسّر لضمير ذي حال لا يصحّ كونها خبرا عن المبتدأ المذكور، نحو: «ضربي زيدا قائما»، أو مضافا إلى المذكور، نحو: «أكثر شربي السوى‌ق ملتوتا»، أو إلى مؤوّل به، نحو: أخطب ما يكون الأمير قائما، فقائما في الصورة الأولى و الثالثة، و ملتوتا في الثانية أحوال لا تصحّ أخبارا عن المبتداءات المذكورة، لأنّها لا توصف بالقيام و نحوه، و الأولى محتملة لأن تكون من الفاعل و من المفعول كما قال الزمخشريّ، و


[1] - البيت للفرزدق و أوّله: تمنّوا إلى الموت الّذي يشعب الفتى. اللغة: يشعب: يفرّق.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست