responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 174

ضربت موسى سعدى، أو اتّصال ضمير الثاني بالأوّل، نحو: ضرب فتاه موسى، أو معنويّة، نحو: أرضعت الصغرى الكبرى، لا يجب ذلك الأصل، بل يجوز تقدّم المفعول.

تنبيه: معنى وجوب تقديم الفاعل في الصورة المذكورة أنّه لا يجوز أن يتقدّم المفعول على مجرّد الفاعل، لكنّه يجوز تقديم المفعول على الفعل و الفاعل معا، فيجوز: موسى ضرب عيسى، على أن يكون عيسى فاعلا، لأنّه لا يلتبس المفعول حينئذ بالفاعل، لعدم جواز تقديم الفاعل على الفعل‌ [1]، صرّح به الفاضل الهنديّ. قال بعضهم: و يمكن أن يقال تنتفي هاهنا القرينة، لأنّ تقدّم موسى قرينة على أنّ الفاعل هو عيسى.

«أو كان الفاعل ضميرا متّصلا، و» كان‌ «المفعول متأخّرا عن الفعل» معا، فيجب ذلك الأصل أيضا، سواء كان الضمير بارزا كضربت زيدا، أو مستترا كضرب غلامه، و سواء كان اسما ظاهرا كما مرّ أو مضمرا منفصلا، ك ما ضربت إلا إيّاك، أو متّصلا كضربتك، و قيّده بكونه متأخّرا، لئلا ينتقض بنحو زيدا ضربت، و إنّما وجب الأصل هنا لتعذّر التأخير من حيث إنّ الفاعل متّصل، و تأخيره مع كونه كذلك لا يمكن.

وجوب تأخير الفاعل و تقديم المفعول:

« يمتنع» الأصل المذكور، أي يجب تأخير الفاعل و تقديم المفعول عليه‌ «إذا اتّصل به» أي بالفاعل‌ «ضمير المفعول»، نحو قوله: وَ إِذِ ابْتَلى‌ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ‌ [البقرة/ 124]، و قوله: يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ‌ [غافر/ 52]، إذ لو قدّم الفاعل و أخّر المفعول في ذلك للزم عود الضمير على متأخّر لفظا و رتبة، و ذلك لا يجوز إلا في الضرورة و مواضع مخصوصة، و سيأتي ذكرها في بحث الضمائر إن شاء اللّه تعالى.

و أجازه الأخفش و ابن جنيّ من البصريّين و أبو عبد اللّه الطوال‌ [2] من الكوفيّين في غير ضرورة بقلّة، و تبعهم ابن مالك نظرا إلى أنّ استلزام الفعل للمفعول يقوم مقام تقديمه، و الشواهد على وروده كثيرة جدّا، منها قوله [من الطويل‌]:

91- و لو أنّ مجدا أخلد الدّهر واحدا

من النّاس أبقى مجده الدّهر مطعما [3]

و قوله [من الطويل‌]:


[1] - في هذه الجملة أيضا إبهام في تعيين الفاعل و المفعول لأنّه يمكن أن نعتبر عيسى مفعولا به و الفاعل ضمير مستتر يعود إلى موسى، مثل على نصر محمدا، إذن لإيزال الإشكال باقيا، فالأفضل أن نقول: لا يجوز تقديم المفعول على الفاعل و الفعل إذا كان إعرابهما تقديريا.

[2] - محمد بن أحمد بن عبد اللّه الطوال النحوي، أحد اصحاب الكسائي، مات سنة 243. بغية الوعاة 1/ 50.

[3] - البيت لحسان بن ثابت يرثي مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي أحد أجواد مكة.

نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست