نام کتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية نویسنده : المدني، عليخان بن احمد جلد : 1 صفحه : 116
لافتقارها إلى جملة افتقارا لازما، و كان البناء على حركة فرقا بين
ما أصله البناء، و بين ما طرأ عليه للإشعار بأنّ لها أصلا في الإعراب، و كانت
الحركة ضمّة لشبهها بالغايات، و وجه الشبه أنّها كانت مستحقّة للإضافة إلى المفرد
كسائر أخواتها، فمنعت من ذلك كما منعت قبل و بعد الإضافة.
[انواع البناء]
حيث و الكلام على بنائها و
معناها:
و ذهب الزّجاج إلى أنّ حيث موصولة،
و ليست مضافة، فهي بمترلة الّذي، كذا قيل، و فيه نظر، و قد تفتح للخفّة، و تكسر
على أصل التقاء الساكنين، و يقال: حوث و حاث بتثليث الثاء فيها.
أيضا ففيها عشر لغات، و قراءة
بعضهم: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ
[الأعراف/ 182]، بالكسر تحتمل لغة فقعس، و لغة البناء على الكسر، و هي ظرف مكان
اتّفاقا قال الأخفش: و ترد للزّمان، و وافقه ابن هشام في المغني، و الغائب كونها
في محل نصب بالظرفيّة، أو خفض بمن، و قد تخفض بغيرها كقوله [من الطويل]:
59- ................ .......
لدي حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
و جوّز قوم وقوعها مفعولا به في
قوله تعإلى: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ[الأنعام/ 124]، قالوا: و لا تكون ظرفا، لأنّه تعإلى لا يكون في مكان
أعلم منه في مكان، و لأنّ المعنى أنّه يعلم نفس المكان المستحقّ لوضع الرسالة فيه
لا شيئا في المكان، و على هذا فالناصب لها يعلم محذوفا مدلولا عليه بأعلم، لا به،
لأنّ أفعل التفضيل لا ينصب المفعول به، إلا إن أوّلته بعالم في رأي بعضهم. و قال
أبو حيّان: الظاهر إقرارها على الظرفيّة المجازيّة و تضمين أعلم معنى ما يتعدّي
إلى الظرف، فالتقدير: اللّه أنفذ علما حيث يجعل، أي نافذ العلم في هذا الموضوع.
قال ابن هشام: و لم تقع اسما لأنّ،
خلافا لابن مالك، و لا دليل في قوله [من الخفيف]:
60- إنّ حيث استقرّ من أنت
راعي
... ه حمى فيه عزّة و أمان
لجواز تقدير حيث خبرا، و حمي اسما،
فإن قيل: يؤدّي إلى جعل المكان حالا في المكان، قلنا: هو نظير قولك: إنّ في مكّة
دار زيد، و نظيره في الزّمان: إنّ في يوم الجمعة ساعة الأجابة، انتهى.