نام کتاب : مفاهيم تربوية في قصّة يوسف نویسنده : الحائري، السيد كاظم جلد : 1 صفحه : 90
رؤيا الملك وتأويل يوسف :
قوله سبحانه: ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ ﴾ يحتمل أن يكون المقصود بالملكنفس عزيز مصر، ولكن روي في كنز الدقائق[1] عن مجمع البيان: أنّ
قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ ﴾ وعليه فالكلام يشتمل على تمثيل لطيف، كأنّ هذه السنين سباع ضارية تكرّ على الناس لافتراسهم وأكلهم، فيقدّمون إليها ما ادّخروه عندهم من الطعام، فتأكله وتنصرف عنهم. والإحصان: الإحراز والادّخار.
﴿ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ... ﴾ يقال: غاثه الله وأغاثه، أي: نصره، ويغيثه بفتح الياء وضمّها، أي: ينصره، وهو من الغوث بمعنى النصرة، وغاثهم الله يغيثهم من الغيث، وهو المطر، فقوله: ﴿ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ ﴾إن كان من الغوث، كان معناه: ينصرون فيه من قبل الله سبحانه بكشف الكربة ورفع الجدب والمجاعة، وإن كان من الغيث، كان معناه: يمطرون فيرتفع الجدب من بينهم. وهذا المعنى الثاني أنسب بالنظر إلى قوله بعده: ﴿ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴾من العصر: وهو إخراج ما في الشيء من ماء أو دهن بالضغط، كإخراج ماء العنب والتمر للدبس وغيره، وإخراج دهن الزيت والسمسم للائتدام والاستصباح. والمعنى: ثُمّ يأتي من بعد ذلك ـ أي: ما ذكر من السبع الشداد ـ عام فيه تنبت أراضيهم أو يمطرون أو ينصرون، وفيه يتّخذون الأشربة والأدهنة من الفواكه والبقول.
[1] ج 6، ص 317.
نام کتاب : مفاهيم تربوية في قصّة يوسف نویسنده : الحائري، السيد كاظم جلد : 1 صفحه : 90