﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ... ﴾الإشارة إلى ما جرى من الأمر في طريق أخذ يوسف أخاه لاُمّه من عصبة إخوته وقد كان كيداً; لأ نّه يوصل إلى ما يطلبه منهم من غير أن يعلموا ويتفطّنوا به، غير أ نّه كان بإلهام من الله سبحانه أو وحي منه إليه; ولذلك نسب الله سبحانه ذلك إلى نفسه مع توصيفه بالكيد، فقال: ﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾ و ﴿ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ ﴾بيان للسبب الداعي إلى الكيد، وهو أ نّه كان يريد أن يأخذ أخاه إليه، ولم يكن في دين الملك، أي: سنّته الجارية في أرض مصر طريق يؤدّي إلى أخذه، ولا أنّ السرقة حكمها استعباد السارق، ولذلك كادهم يوسف بأمر من الله بجعل السقاية في رحله، ثُمّ إعلام أ نّهم سارقون حتّى ينكروه، فيسألهم عن جزائه إن كانوا كاذبين، فيخبروا: أنّ جزاء السرقة عندهم أخذ السارق واستعباده، فيأخذهم بما رضوا به لأنفسهم. ﴿ نَرْفَعُ دَرَجَات مِّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْم عَلِيمٌ ﴾امتنان علىيوسف بما رفعه الله على إخوته، وبيان لقوله: ﴿ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ﴾وكان امتناناً عليه. وفي قوله: ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْم عَلِيمٌ ﴾بيان أنّ العلممن الاُمور التي لا يقف على حدّ ينتهي إليه، بل كلّ ذي علم يمكن أن يفرض من هو أعلم منه.
نام کتاب : مفاهيم تربوية في قصّة يوسف نویسنده : الحائري، السيد كاظم جلد : 1 صفحه : 130