قال سبحانه وتعالى : ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾[1].
الحياء انقباض النفس عن القبيح خجلاً، وهو من الناس قد ينتج كتم القبيح، ولكن من الله لا يمكن أن يكون إلاّ بترك القبيح; لأنّ العالَم بأسره في محضر الله تعالى، والله تعالى يعلم بكلِّ شيء علماً حضوريّاً، فلا يُعقَل الكتمان عنه.
وفي الحديث : «يا أبا ذر، أُعبد الله ك تراه، فإن كنت لا تراه فإنّه يراك ...»[2].
وعن عليّ بن الحسين : «خفِ الله تعالى لقدرته عليك، واستحي منه لقربه منك »[3].
قيل : إنّ شخصاً من أهل الحال كان قد تاب بعد معصية، وكان يبكي، فقيل له : لِمَ تكثر البكاء ألا تعلم بأنّ الله ـ تعالى ـ غفّار ؟ ! قال : نعم، يمكن أن يعفو عنّي،
[1] السورة 96، العلق، الآية : 14.
[2] البحار 77 / 74.
[3] المصدر السابق 71 / 336.