قال: «كنت عند أبي عبدالله فقال له رجل: بأبي أنت وأُمي أدخل كنيفاً ولي جيران، وعندهم جوار يتغنّين ويضربن بالعود، فربّما أطلت الجلوس استماعاً منّي لهنّ فقال : لا تفعل فقال الرجل: والله ما آتيهنّ، إنّما هو سماع أسمعه بأُذني؟ فقال : لله أنت أما سمعت الله يقول: ﴿... إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾[1] فقال: بلى والله لكأ نّي لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من عربيّ ولا من عجميّ، لا جرم إنّي لا أعود إن شاء الله، وإنّي أستغفر الله، فقال له: قم فاغتسل وصلّ ما بدالك، فإنّك كنت مقيماً على أمر عظيم، ما كان أسوأ حالك لو متّ على ذلك، احمد الله وسله التوبة من كلّ ما يكره، فإنّه لا يكره إلاّ كلّ قبيح، والقبيح دعه لأهله، فإنّ لكلّ أهلاً».