ثانياً: سياسته (عليه السلام) تجاه أبي جعفر المنصور الدوانيقيّ:
ونذكر هنا باختصار عدّة مواقف له (عليه السلام) :
الموقف الأوّل: ابتعاده (سلام الله عليه) عن دنيا المنصور وزخارفه:
ونكتفي في ذلك بما رواه الأربليّ (رحمه الله) في كشف الغمّة[2] عن ابن حمدون: كتب المنصور إلى جعفر بن محمّد: «لِمَ لا تَغشانا كما يغشانا سائر الناس؟» فأجابه (عليه السلام) : «ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنّئك، ولا تراها نقمة فنعزّيك بها، فما نصنع عندك؟» قال: فكتب إليه: «تصحبنا لتنصحنا»، فأجابه (عليه السلام) : «من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك». فقال المنصور: «والله لقد ميّز عندي منازل الناس من يريد الدنيا ممّن يريد الآخرة، وإنّه ممّن يريد الآخرة لا الدنيا».
الموقف الثاني: إشارته إليه أنّه من الجبابرة:
روى في كشف الغمّة عن أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي: وقع
[1] كأنّه إشارة إلى برهان كون التغيّر دليل الحدوث، وقد شرحنا ذلك في كتابنا (اُصول الدين).
[2] كشف الغمّة 2:427.
نام کتاب : الجزء الثاني من كتاب الامامة و قيادة المجتمع نویسنده : الحائري، السيد كاظم جلد : 1 صفحه : 36