حيث يزيّن لك البخل، فتمنع الناس حقوقهم، فتخوضَ في الحرام. في حين أن من صفات الحاكم الأولى، أن يكون ذا يدٍ مفتوحة، يسارع إلى إعطاء المحكومين حقوقهم دون بُخل أو إسراف، فإذا تم له ذلك، كان حاكماً فاضلًا.
ولكنه لو كان بخيلًا، فعليه أن يتوقّع البخل ومنعه الخراج والموارد المالية من رعيته .. وحيث تقدم القول بأن قوام الدولة بقدرتها المالية، فلا يبقى أمام الحاكم غير أمرين اثنين:
إمّا أن يبسط يده بما قرر له الله، فينعم على الناس، فيضمن لدولته الديمومة إلى مدىً كبير.
وإمّا أن يقبض يده، مما يؤدّي إلى سقوطه في المحرمات من جانب، وإلى أن ينبذه قومه، فيقعد ملوماً مدحوراً، يتهدد دولته السقوط والتشرذم في كل حين.