نفسه، وليمنعه من اتخاذ القرار الصحيح. والقرآن الكريم يشير إلى هذه الحقيقة، ويعلّم الإنسان أن يستعيذ بالله تعالى من شرّ الدواهي التي تحيط وتعصف به، كما ورد في سورة الفلق: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)[1]. وهذه الدواهي كما الظلمات التي تتراكم جراء إفساد العقيدة والنفث في العقد بعد كل عزيمة وإرادة ..
لقد وهب الله تعالى مخلوقه الإنسان عقلًا ذا طاقات جبّارة، كما أعطاه العلم وسائر الإمكانيات .. ولكن الأعظم من كل هذا القدرة على الاختيار النابعة أساساً من نمط الاستفادة من جميع المواهب ..
حقّاً إنّ الله وحده لا شريك له هو الذي يريد ويختار، وبإرادته الجبّارة قامت السماوات والأرض، ولكنه قد تكرم على الإنسان وأعطاه نفحةً من هذه القدرة .. وأكّد له أن بمستطاعه أن يرتقي ويكون في أعلى عليّين، كما بمقدوره أن يتهاوى ويتهاوى حتى يرتكس في أسفل سافلين.
وإن علاج هذه المشكلة الكبيرة أو الوقاية منها التعرّض لوساوس الشيطان خلال لحظة التأمّل وإخراج قابلية الإرادة إلى حيّز الفعل والتنفيذ هو التوكّل على الله سبحانه وتعالى. إذ