ثانية، تشذب سلوكه وترسم له حدود تصرّفاته تجاه رعيّته.
فالمبادرة إلى تنفيذ القرار الذي يظن فيه الصواب، ينبغي أن تكون بعد التريّث فيه ودراسته، وكذلك ينبغي تأخير ممارسة السطوة واستخدام القوة ضد الناس، فلا عجلة في عقاب، فلعلّ أموراً تتكشّف للإنسان تصحح قراره وتعوقه عن التنفيذ. وقد قيل في الحكمة العربية القديمة: (نم على قرارك ..) وفي الصباح متّسع للفعل والتنفيذ.
فإذا تلاشى الغضب، انزاحت عن العقل غشاوة الجهل والخطأ، وأصبح متاحاً للإنسان القدرة على التفكير المنطقي والسليم، وإذ ذاك، كان له أن ينفّذ ما يقرّر، بعد امتلاكه زمام القدرة على الاختيار الصحيح.