ثم يعود أمير المؤمنين عليه السلام في نهايات عهده الشريف إلى الحديث عن مدى حرمة الدماء، وأهمّية اتقاء الوالي وتحاشيه دماء الناس، لئلّا يحدث نفسه ويمني ذاته بتحكيم أركان سلطته وتقوية حكومته عبر سفك الدماء.
يشير الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن هناك أسباباً كثيرة تدعو الإنسان ولا سيّما من بيده زمام السلطة إلى التوقف عند سفك الدماء والحذر الشديد من الخوض فيها، ومن جملة هذه الأسباب:
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، الحكم الاسلامي - بيروت، چاپ: اول، 1431.
الحكم الاسلامي ؛ ص255
أولًا: أنّ الدم يقتضي الدم، إذ لا دمَ يضيع هدراً أبداً، حتى أنّ حرمة الدم المسفوك ظلماً تدفع بالقاتل إلى الإقرار أو توجه الأدلّة والشواهد التي تدينه.