حينما ينهي الإمام علي عليه السلام حديثه عن الطبقات الاجتماعية من الجنود والقضاة والكتّاب والتجّار والصناعيين وذوي الحاجات، وما يرتبط بالمحيطين بالوالي، وما يمكن أن يتعرّض له الوالي من إشاعات مضادّة، وسبل نسفها على الصعيد الاجتماعي .. ينتقل الإمام عليه السلام إلى الحديث عن العلاقة بين الدولة الإسلامية وسائر الدول، فنراه عليه السلام يركّز على المنعطفات الخطيرة والمسائل الأساسية .. وطبيعة المشروع الأخلاقي السياسي في الحكومة الإسلامية.
وقبل تفصيل هذه الوصايا النورانيّة، نودّ الإشارة هنا إلى مقولة أنّ السياسة لا وفاءَ لها، وقد ورد في الحديث: «لَا وَفَاءَ لِمَلِكٍ» [1]. وإلى أنّ أصعب ما يكون للإنسان الوفاء وهو يشغل منصب القائد، وذلك لما يقال في العصر الحاضر: إنّ السياسة هي فن الممكن. ولهذا؛ قلّما نجد السياسيين يلتزمون بعهد أو ميثاق،