فما يُسمّى اليوم بالذاتية؛ أي موظّفي الدوائر المختصّة بالملفات والأوراق السرّية، أسماه أمير المؤمنين عليه السلام بالكُتّاب. فوصف الإمام هؤلاء لمالك على أن يكونوا خيرَ الكُتّاب، لأنّهم المُكلّفون بحفظ أسرار الدولة وصيانة خططها والوثائق الخاصّة برجال معيّنين، تجد الدولة أن من الواجب عليها حفظ معلومات مميّزة عنهم، ولذلك فإنّ من اللازم أن يختص بمعرفتها أُناس معيّنون.
أي أنّ وثائق الوالي الشرعي التي تتضمّن خطط مواجهة الأعداء، لا يصح ائتمان أي شخص كان عليها، وإنما الذين تجتمع فيهم الصفات الخلقية الفاضلة؛ هؤلاء وحدهم المؤهّلون بحفظ وثائق من هذا القبيل والإشراف عليها.