هذه الأسباب، ولا يحق له التباكي على قلّة ما يفرضه من الضريبة في أعوام الأزمات، لأنه بدلًا عن ذلك، قد اكتسب رضا الناس عنه وثقتهم به، مما يدعم استمراره في الحكم، ويضمن دعمهم له في السنين القابلة، بعد أن أثبت لهم بأنه لا يحكم لمجرّد الرغبة في التسلّط عليهم، بل إنّ حكمه لهم لتوفير سبل السعادة والرفاه لهم ..
فالوالي إذن؛ ملزم بإصلاح نفسه، لأن صلاح النفس يؤهِّل الوالي لأنْ يُصلح موقفه من المتغيّرات الاقتصادية، لئلّا يثقل عليه تغيير خطّته المالية ونهجه الاقتصادي. فإذا أصلح نفسه، أو كان قد تسلَّم زمام السلطة بناءً على صلاحه الروحي، فإنه لن يرى في سلطته غير وسيلة لإسعاد الناس، وليس الغرض منها سد حاجته إلى التكبّر