يتوفّر بانعدام التنمية وضعف الإعمار .. إذ كيف يجمع الخراج من أرض خربة؟ ألا ترى أنّ من يطلب الخراج ويكرِّس كل اهتمامه بجمعه من الناس، إنما يساهم في تخريب البلاد .. والاقتصاد لا ينمو إلّا بمشاركة اجتماعية عامّة. فكيف تتسنى المشاركة وأيدي الناس فارغة من المال؟ وفاقد الشيء لا يعطيه، حتى أن الدولة التي تسلك هذا المسلك مهددة بصورة مباشرة، بالتلاشي والسقوط.
من هنا وما يلي، يبيّن الإمام عليه السلام أسباب خراب الأرض والأسباب التي تدعو الوالي إلى تخفيف الضرائب، وهي إمّا الجفاف أو التعرّض للآفات أو أن يكتسح السيل أراضي الزراعة وتغمرها المياه .. وفي مثل هذه الحالة يكون الوالي ملزماً بتخفيف الضريبة إلى حد زوال
[1] بالة: أي ما يبل الأرض من ندى ومطر فيما تسقى بالمطر.
[2] إحالة الأرض- بكسر همزة إحالة-: أي تحويلها البذور إلى فساد بالتعفن.