responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 286

ادارة الدولة، تعتمد اساسا على القواعد غير الاسلامية، فأنشأ في خراسان ونيسابور وغيرها من المناطق دورا للترجمة، واخذ يصرف عليها الاموال الطائلة ولقد قام بهذا العمل لاحد سببين.

السبب الاول: ان المأمون العباسي حينما وجد ان الافكار الثورية قد انتشرت في الامة الاسلامية من اقصاها الى اقصاها، لم يجد بدا من الاعتماد على خلفية فكرية معينة يحارب بها تلك الافكار الثورية. هذه الخلفية شكلتها الافكار التي تحملها الكتب المترجمة خصوصا من اللغة الفارسية.

ونتسائل ما هي تلك الكتب التي ترجمت؟

لو رجعنا الى فارس لرأينا ان هناك مجموعة من الملوك كانوا يسيطرون على رقاب الناس بينما الناس كانوا مستعبدين محرومين. لكن هؤلاء المستعبدين المحرومين، لم تكن عندهم افكار ثورية انما كانوا مشبعين بافكار استسلامية، كان ينتجها ويضعها مجموعة من الكتّاب الذين يصرف عليهم الامبراطور، الاموال الضخمة ليكتبوا كتبا يدعمون بها سلطانه.

فكانت هذه الكتب تدعو الى الاستسلام وتقول (الله في السماء والشاهنشاه في الارض) وكذلك تقول (صلاح مملكت خويش .. خسروان دانند) وتعني هذه العبارة ان الحكم، لا يعرف اصوله وطرقه إلّا الكبار، وكذلك تقول هذه الكتب ان العائلة المالكة ضرورية لاستقرار البلد.

هذه الافكار هي التي استطاعت التغلب على ارادة الجماهير وتخديرها والسيطرة عليها سيطرة كاملة. وقد اطلّع المأمون على تلك الافكار في خراسان التي عاش فيها واتصل ببقايا ممالك فارس، ووجد في تلك الافكار خير عامل على تثبيت سلطانه.

السبب الثاني: بسبب ما ظهر في البلاد الاسلامية من حركات علمانية، نتيجة الخيبة التي مُني بها من دخل الاسلام من اتباع الديانات الاخرى، وهم ينشدون العدالة الاجتماعية والحرية السياسية والرحمة.

نام کتاب : التاريخ الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست