تنعكس الحياة السياسية بشكل او بآخر على الحياة الفكرية في الامة، فاذا كانت الحياة السياسية تتميز بالاضطراب والتوتر، فان الجانب الفكري منها لابد ان يتميز بالاضطراب والتوتر. واذا كانت الامة تفتقد الرؤية الواضحة تجاه مواقفها السياسية، فانها تعيش في الضباب في اكثر المواقف الفكرية والثقافية.
كذلك تنعكس الحياة الفكرية والثقافية على الحياة السياسية أي انه اذا كانت الامة مضطربة التفكير من الناحية الثقافية فأن مواقفها ورؤيتها في القضايا السياسية ايضا ستكون مضطربة.
وهذا يفسر لنا سبب الاضطراب الذي عاشته الامة الاسلامية في عهد الامام علي بن موسى (عليه السلام) على الصعيد السياسي. ونعود ونفصل ما اجملناه سابقاً عن الظروف التي عاشتها الامة الاسلامية.
فمن الناحية السياسية كانت هناك ثورات متلاحقة، فثورة في مصر واخرى في السودان والحجاز والعراق، وهكذا تلاحقت الثورات في الامة الاسلامية، وهي تلك الفترة من سنة 198 الى 204 للهجرة، كان الخليفة العباسي المأمون قد اتخذ من خراسان عاصمة له. وقبل هذه الفترة كان مشغولا بمحاربة اخيه الامين، الذي كان خليفة شرعياً حسب المراسيم والمفاهيم العباسية في بغداد،