قبل كل شيء لابد ان نذكركم بما سبق وأن تحدثنا حوله عندما تكلمنا عن حياةالامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام).
آنئذ قلنا: ان الامام علي بن الحسين كان يحرك جميع الخيوط الموجودة في الامة الاسلامية وهو جالس في بيته في المدينة المنورة وذلك عن طريق تربية عناصر قيادية كفوءة توجه توجيها دقيقاً للقيام بكافة الافعال التي يتطلبها العمل الاسلامي.
وقلنا آنئذ ان الامام ليس رجل عبادة وزهد وفقه فقط، وانما هو رجل ثورة وتغيير شامل في الامة. وهذه وظيفة الانبياء كما هي وظيفة الائمة وكل المصلحين التاريخيين، فهم لا يحصرون انفسهم في نطاق ضيق من الثورة السياسية او التغيير الثقافي او الاصلاح الاجتماعي، وانما يجمعون الاعمال كلها ويوجهون الامة توجيهاً شاملًا.
لقد كان حضور الائمة المعصومين (عليهم السلام) في الساحة يغطّي كل مجال وكانوا بمثابة الدفة في سفينة الامة، لا يبرحون يحافظون على مسيرتها، فهذه آثارهم تشهد بفيضهم الزاخر وسابغ نميرهم من الفقه الى العقائد الى العرفان