responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعهد الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 108

ومن أجل ان نتجاوز هذه الفوضى لابدّ لنا من ان نتعرف على الهدف الذي جئنا من أجله، ومن أجله أيضاً نسير و إليه نعود.

معرفة الهدف قبل كلّ شيء

والسؤال عن ماهية الهدف والسعي لمعرفة كنهه ليس سؤالًا عابراً بل هو سؤال عظيم بحجم عظمة الانسان وكثرة مشاكله، ولذلك كان لزاماً علينا أن نتأمل هذا السؤال ونتدبر فيه، ونطرحه على أنفسنا في كل آن، ومتى ما عرفنا حكمة الحياة وهدفها فانّ كل شيء سيكتسب آنئذ معنى واضحاً وسمة مميزة، فحالة الحيرة والضياع التي يعيشها الانسان في هذا العالم تشبه حيرة الرجل البسيط الساذج حينما نضع بين يديه جهاز الكومبيوتر فيقلبه بين كفيه دون أن يفقه شيئاً عنه لانه لا يعرف الهدف المتوخّى من صنع هذا الجهاز.

إنّ الانسان الذي يجهل الهدف لا يمكنه أن يكتشف الوسيلة التي تمكنه من الوصول الى ذلك الهدف الذى رسمه لنفسه، اما الذي لا يحدد لنفسه في الأساس هدفاً لحياته فإنه سوف لا يبحث تبعاً لذلك عن الوسائل المؤدية اليه، و يعد هذا الأمر (هدفية أو عدم هدفية الانسان) من أكبر وأعظم المشاكل التي وقف إزاءها العلماء حيارى.

فالانسان الذي يتعلم العلم للعلم، والأدب للأدب، والفن للفن، وكلّ شيء لذاته دون تعيين هدف عال يسمو اليه، هذا الانسان سوف لا يضل ويتيه في طريق الحياة فحسب وإنما سيضل الاخرين معه، فينطبق عليه حينئذ الحديث القدسي:

(أولئك قطاع طريق عبادي اليّ)

، فهو يضل الآخرين و يقطع الطريق عليهم لانّه لا يعرف هدفه و بذلك لن يستطيع أن يهب الهدف للآخرين لإنتفائه عنده، كما تقول الحكمة المعروفة: (فاقد الشيء لا يعطيه)، فكل علم أو عمل مجرد من الهدف إنما يهدي الى العواقب الوخيمة.

وفي الآيات المتقدمة من سورة هود يحدد الله- تعالى- هدف الانسان وملامح

نام کتاب : المعهد الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست