واذا ما طرحت نفسك قائدا فعليك ان لاتخشى لومة اللائمين، وشماتة الاعداء، او سخرية الاصدقاء، او بما قد يطلق حولك من الاشاعات والتهم كأن يقال عنك انك شاب لاتمتلك التجارب والخبرات والمعلومات الكافية، فاعلم ان مثل هذه التهم هي شل لنفسيتك، وافقاد لاعتمادك على نفسك، وبناء على ذلك فان على الانسان ان يطرح نفسه دون ان يخاف تلك الضغوط، ممتلئا بالثقة بنفسه وقضيته، مخلصا نيته في هذا الطريق حيث انه لايريد من الناس جزاء ولاشكورا، ولا يهدف من الوصول الى القيادة اشباع حب الرئاسة في نفسه.
فلا تثبطك اقوال الناس عن الاستمرار في شق طريقك، فان من اهم الاشياء التي يجب ان يتسلح بها المجاهد في سبيل الله التحصن ضد لومة اللائمين، والثقة بالنفس، والتوكل على الله- تعالى-، والابتعاد عن المصالح الذاتية.
وقبل ان تدّعي القيادة لابد ان تدعو الله عز وجل بقوله: وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (الفرقان/ 74)، فعليك ان تعتبر نفسك اماما دون ان تطغى، ودون ان يملأ الغرور نفسك، وتدّعي ما ليس فيك ف" المرء حيث وضع نفسه" و" قيمة كل امرئ ما يحسنه"، وعليه فاذا كان لدينا من الارادة ما يكفي لتحقيق الشروط الذاتية في انفسنا من مثل سعة الصدر، وبعد النظر، والصبر، والمعرفة في حدود القضية التي نحملها، وبالتالي الثقة بالذات، ومقاومة الضغوط التي تستهدف سلب ثقتنا بانفسنا، فاننا سنحقق جزء مهما من الارضية اللازمة للقيادة.
2- الشروط الموضوعية للقائد:
ان من ابرز هذه الشروط ان تتفاعل مع الجماهير التي تعيش في الوسط الذي تعيش فيه انت، فأفراد هذه المجموعة من القاعدة الجماهيرية التي تسعى من اجل توجيهها يمتلكون في انفسهم آمالا، وتطلعات قد يعبرون عنها تعبيرا دقيقا، وقد