responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم الحضارة الإسلامية آفاق و تطلعات نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 178

الخالق سبحانه شرّ تدمير، وأنهى وجودها بشكل مأساوي على الرغم من تمتعها بكافة وسائل العيش الرغيدالتي وفّرها اللَّه سبحانه لها.

الحضارات الإلهية

لقد تمثلت الحضارة الأولى في حضارة بني إسرائيل وخصوصاً في عهد النبي داود وابنه سليمانعليهما السلام، فأما النبي داود فقدشملت حضارته الصناعات، حيث ألان له الرب الحديد، وسخّر له الجبال، فلفظت الأرض ما في جوفها من المعادن التيكان الحديد من جملتها، فصنع داودعليه السلام من هذا الحديد اللين الدروع المعروفة بالدروع الداودية.

أما النبي سليمانعليه السلام؛ فقد اتسعت حضارته، وترامت أطرافها، حيث أنعم اللَّه عز وجل عليه باستجابة الدعاء وجعل لهملكاً عظيماً لم ولن يؤتيه لأحد من قبل، ولا من بعد؛ فقد كانعليه السلام يمتطي الريح ببساطه المعروف، ومعه مئات الألوف منالجنود المجندة، وكانت حركة هذا البساط بالاستناد إلى مقاييسنا الحديثة ما يقرب من ستمائة كيلو متر في النصف الأولمن النهار، ومثل ذلك عصراً، كما يشعر بذلك قوله تعالى: (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ) (سبأ/ 12)؛ أيأن الريح كانت تحمل النبي سليمانعليه السلام وجنوده مسافة شهر كامل خلال نصف يوم، ثم لا تلبث أن تعود هذه المركبة بهمقاطعة نفس المسافة خلال نصف نهار أيضاً! ومما تذكره كتب التاريخ أن سليمانعليه السلام كان يصبح في بعلبك، ثم يكون فيبغداد عند الظهيرة، وفي خاوران عند العصر، ثم يعود إلى قصره في بعلبك!

إن الحضارة الرفيعة التي كانت لنبّي اللَّه سليمانعليه السلام لم يستطيع البشر أن يصلوا إلى مستواها حتى اليوم، على الرغم مماحققه الإنسان من تقدم علمي.

وعلى سبيل المثال؛ فإن استخدام الطير لإنجاز بعض المهام ما هو إلا استخدام

نام کتاب : معالم الحضارة الإسلامية آفاق و تطلعات نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست