في ذلك أنه ليس مجتمعاً قرآنياً، وأن الثقافة القرآنية غير سائدة فيه، هذا في حين أن المجتمع القرآني هو مجتمع متحضّر متقدّم في جميع المجالات، فالإنسان المؤمن المتحلّي بالثقافة القرآنية لا يمكن أن يكون مرتاح البال إذا علم أن الكفار أقوى منه، بل إنه في هذه الحالة يبذل الجهود المضنية من أجل أن يتفوق عليهم، ولذلك يقول تعالى:
فلابدّ إذن للإنسان المسلم الذي يعاني من الضعف أن يبحث عن أسباب ضعفه، ويتحدّاها.
وهكذا؛ فإن مشكلتنا تكمن في ابتعادنا عن الثقافة الإلهيّة، وشيوع حالة التراجع، والتوغّل في الأفكار السلبية والانهزامية المتحجرة التي تبعد الأمة عن التفكير في مشاكلها الحقيقية.
* العودة إلى القرآن
ونحن لو عدنا إلى ثقافة القرآن والإسلام لاستطعنا أن نطبقها بحذافيرها على جميع تفاصيل حياتنا، وحينئذ سيكون بمقدورنا أن نملأ الفراغ الذي نعيشه، ونتحدى الأعداء في صراعنا معهم. فلا يكون بإمكان بلدان السوق الأوروبية المشتركة مثلًا أن تتفوق علينا، لأننا في هذه الحالة سنتحول إلى مجتمع قوي، يتمتع باقتصاد متين. أما إذا عشنا حالة التبعية والتخلف فإنهم بطبيعة