وفي الحقيقة فإنّ هذه هي الدروس التي يجب أن نتعلّمها من أئمتنا عليهم السّلام. فينبغي أن لا نثقل أنفسنا بحمل التأريخ على ضخامته، فهناك مواقف لابدّ أن نأخذها بعين الاعتبار، ونستلهم منها المواعظ والدروس؛ فتأريخ الرسول صلّى الله عليه وآله، والأئمة عليهم السّلام، والأحداث التي عايشوها ومواقفهم فيها، وآراءهم وأحاديثهم لابدّ من الأخذ بها، والتعلم منها، أمّا تلك المواقف السلبية التي تثبّط حركتنا وهمّتنا، وتتحوّل إلى حجر عثرة في حياتنا، فإنّنا إن انشغلنا بالبحث عنها فإنّ هذا السلوك هو مما يجب أن نعرض عنه، ونزيله من أذهاننا وتفكيرنا. ثم إنّ علينا أن نتحلّى بروح السماحة، والعفو، وتجاوز الآثار السلبية، وتطهير قلوبنا من هذه الآثار التي تعكّر صفوها.