responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : على طريق الحضارة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66

قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (الأنعام/ 47).

والله جلّ شأنه يريد أن يقرّر هنا حقيقة أنه لا ينزل عذابه إلّا على من ظلم نفسه. فالمآسي والمصائب ليست من الله، بل هي نتيجة طبيعية لأعمالنا السيئة. فمن ألقى المسؤولية على الله سبحانه، فقد شكّ في عدالته. فالزمن ما هو إلّا حركة الشمس والقمر التي أجراها الله تعالى وسنّ لها القوانين بعدالته المطلقة، وبحكمته البالغة، والمؤمن المعترف بعدالة الله، وحكمته، يتهم نفسه دائماً، ويلقي المسؤولية عليها، وفي هذا المجال يقول الشاعر:

نعيب زماننا والعيب فينا


ولو نطق الزمان إذن هجانا


إنّ الإنسان يريد أن يظلم ويهلك نفسه، ولكنّ الله عزّ وجلّ يحول دون ذلك من خلال الإبانة عن الطريق القويم، فيبعث الرسل ليبشّروا الناس بالطريق المستقيم، وينذروهم من الارتماء في طريق الضلال والدمار: وَ مَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ (الأنعام/ 48).

ومع ذلك فإنّ غالبية الناس واجهوا رسلهم بالتكذيب، والاضطهاد، والقتل، والسجن؛ فقد سُجن بعضهم في الآبار، وآخرون أبعدوا ونفوا عن أرضهم، والكثير منهم كان مصيرهم القتل كما يشير إلى ذلك ربّنا تعالى في قوله: وَ هَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ (غافر/ 5).

نام کتاب : على طريق الحضارة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست