قال: وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (الضحى/ 5 4). فكل رغبة يدعو بها المؤمن ولا تستجاب في الدنيا يعوضه الله في الآخرة أضعافاً مضاعفة عليها؛ حيث يتمنى الداعي هناك أن لو لم تستجب له دعوة واحدة في الدنيا.
ثم إن الله سبحانه وتعالى يقول لرسوله الكريم: أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى وَ وَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَ وَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (الضحى/ 6- 8) ويقول: أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَ وَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَ رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (الانشراح/ 4 1) وهذه تمثّل دعوة إلهيّة صريحة لأن يتذكر الإنسان نعم الله الجمّة عليه مهما هجمت عليه المصاعب والفتن، وفي مقابل تلك النعم ينبغي أن يتخذ الإنسان موقفاً إيجابياً شاكراً لها. ومن المنطقي جداً أن يتمثّل شكر النعم بالصبر والحكمة واليقين وعدم الانهزام أمام الفتن والابتلاءات.