responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المرأة بين مهام الحياة و مسؤوليات الرسالة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 63

كونه رجلًا أو امرأة. وهذا يعني بالتالي أن من يصرّ على احتقار أو استضعاف المرأة عملياً، إنما هو في الواقع بعيد كل البعد عن حقيقة إرادة السماء. وفي سلوكه الشائن هذا، يعمل على تكريس عادة جاهلية جاء الاسلام لمحقها. وهذه الأديان السماوية، إنما قامت بجهد كبير بذلته نساء عظيمات كأم موسى واخته وزوجة عمران وبنتها مريم وخديجة الكبرى وبنتها فاطمة الزهراء سلام الله عليهن جميعاً. فهذه أوعية اصفاها الله لتحمل أنواره وكلماته، وليس هذا بالأمر البسيط أبداً.

والى هنا كان دور الام دوراً ممتازاً بما اختزل من بصيرة ووعي فائقين، ولكن الأعظم منه أن الله سبحانه وتعالى تقبل النذر واستجاب الدعاء بأروع ما يكون القبول، وأقدس ما تكون الاستجابة. فالام التي تجاوزت عاطفتها تجاه ابنتها، واهتمت بالدين اكثر من اهتمامها بذاتها، اتحفها الله بالقبول الحسن، حيث يقول تعالى: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً (آل عمران/ 37).

فهذه البنت المحاطة بالايمان، ووعي التقرب الى الله تبارك وتعالى، كانت حرية أن تنبت النبات الحسن.

ثم قال ربنا عز وجل: وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا (آل عمران/ 37) قد اختار الله تعالى النبي زكريا عليه السلام ليكفل مريم عليها السلام، من بين جميع من امتحن نصيبه في التشرف بكفالة الصديقة الصغيرة مريم.

ثم إن سيرة مريم ودرجة إيمانها أذهلت النبي زكريا الذي كان يرعاها

نام کتاب : المرأة بين مهام الحياة و مسؤوليات الرسالة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست