responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72

الإنسان والأمانة

إن من الصحيح أنّ الإنسان لا يعدو كونه ذرّة متواضعة غير ذات قيمة في هذا الكون الواسع، ووفقاً للمقاييس والقيم المادية والظاهرية، ولكنّ الأصح أن الإنسان إنّما خلق ليكون سيّداً للكائنات، حيث يقول ربّ العزّة في الحديث القدسي:

«عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشيء كن فيكون»

[1]. فهذا هو المستوى المطلوب أن يرتقيه الإنسان، ولكنّ من يتعمّد الخضوع والانحدار وعبودية التوافه والتمحور حول القضايا الجانبية، فإن قيمته قيمة تلك التوافه.

ربنا سبحانه وتعالى يفصل موضوع عرض الأمانة على الكائنات على اعتباره قراراً إلهيّاً فوقياً متعالياً مفروضاً، ولكن لم يكن كائناً من بين الكائنات مجبراً على الاختيار والقبول، بل كان كل واحدٍ منها مختاراً تمام الاختيار في الرفض أو القبول. فالقضية نابعة من صميم ذات العدل والقسط المتفضل من جانب الله تعالى- على الخليقة بكافة أقسامها بالشعور والمشيئة لكي تتم عملية الانتخاب بكل حرّية واستجابة.

لقد أحجمت السماوات والأرض والجبال عن تحمل مسؤولية قيادة الكون تبعاً لطبيعة القوانين والقابليات


[1] - الفوائد الرجالية، للسيّد بحر العلوم، ج 1، ص 39.

نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست