responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 153

النبي عيسى عليه السّلام فآل مصيرهما إلى السجن، لكن الله تبارك وتعالى عززهما بثالث في قصة طويلة أشارت إليها سورة ياسين المباركة حيث استطاع هذا النبي الآتي من أقصى المدينة ومن وسط المحرومين والمستضعفين الذين يعيشون عادة في أطراف المدن وفي حاراتها الفقيرة؛ وفي ظروف صعبة ورهيبة؛ جاء وهو يحمل إيماناً برسالة النبي عيسى على نبينا وعليه السّلام إيماناً يكتمه في قلبه، جاء وقد اغتنم اللحظة المناسبة والساعة المؤاتية ليعلن ويبيّن صدق الرسالة وفحواها، جاء ليقول كلمة حق أمام سلطان جائر، كلمة لها وقعها وقيمتها وهي أن تشهد بشهادة الحق وفي الوقت المناسب فتزعزع بها كيان الكفار وتزلزل بها عروش الطغاة.

جاء النبي يسعى من وسط المستضعفين ومن أقصى المدينة ليتحدث للناس بقوة وعزيمة منطلقاً من إيمانه بعقيدته فراح يأمرهم باتباع المرسلين، لأنّ اتّباع الناس للمرسلين هو الحجة البالغة إذ أنهم لا يسألون الناس أجراً (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْرًا)، ولأنهم مهتدون فهم يحيون حياة طيبة، وراح يخاطب نفسه فيقول: (وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذي فَطَرَني وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* ءَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئًا وَ لا يُنْقِذُونِ* إِنّي إِذًا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ)، قال ذلك كلّه ثم حسم مقولته فقال: (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) متحدياً الجميع بإيمانه بالله تبارك وتعالى، هذه الساعات الحاسمة التي انتفض بها هذا النبي ليقاوم الطغاة وكل التيارات

نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست