responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 149

والجواب في علم الله تبارك وتعالى، بل هكذا شاءت حكمته. لكن الذي نستوحيه من الآيات القرآنية، بل الذي يتبادر إلينا من استقراء تأريخ الإنسان على وجه هذه البسيطة هو أن هذا الإنسان الضعيف استطاع أن يسبر أغوار المحيطات العميقة وأن ينفذ في أقطار السماء فيحلّق في الفضاء اللّامتناهي فيفكر في غزو الكواكب، بل أن يفلق الذرّة، ولعلّ المستقبل القريب يكشف عن الكثير من القدرات والإمكانات، وكل ذلك بسلطان العلم الذي وهبه الله عزّ وجلّ لهذا الإنسان الذي كان في الأصل مجموعة من طين حينما سجد له الملائكة طائعين لأمر الله تعالى مستجيبين لأمره عزّت قدرته. إذ لا ريب أن الإنسان الأوّل كان في الظاهر ضعيفاً تجاه غيره وأقل قوّة وقدرة من كثير من الأحياء والمخلوقات التي كانت مستقرّة على الأرض إبان تلك الأزمنة، لكنّه استطاع بالعلم الذي وهبه الله إيّاه (وَ عَلَّمَ آدَمَ اْلأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) (البقرة/ 31) أن يكون الإنسان الذي نراه اليوم ونجده قادراً على كثير من الأمور. فقديماً كانت قدرة الإنسان وقوّته توسم بالضعف إذا ما قورنت بسائر المخلوقات، بل بالأحياء من الموجودات آنذاك، وهذه المقارنة هي التي كانت تحدد الفرق بين الإنسان وسائر الأحياء فيوصف بأنه ضعيف، لأنه وعلى سبيل المثال حين تقارن سرعته بسرعة الفرس، فالفرس أسرع منه بكثير، لكن هذه السرعة أصبحت اليوم لا تقاس بسرعة الصواريخ العابرة للقارات والمحيطات والمخترقة

نام کتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست