يتفاوت بنو البشر في ذواتهم وطبائعهم طبقاً لتفاوت معادنهم، ومثلهم في ذلك مثل الأرض التي منها الطيب والخبيث ومنها الخصب والعقيم، فهذه تنبت الطيب والنافع، وتلك لا يخرج منها إلّا النكد الضار، وقد قال عز اسمه بهذا الصدد: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَايَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً) (الاعراف/ 58). وكذلك هم الناس والأمم، فمنهم من يمتاز بالطيبة والأصالة، ومنهم من معدنه خبيث هجين ورخوٌ لا أساس له ولا استقرار ..