responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإبتلاء مدرسة الإستقامة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 61

طموحاتها الحضارية. وكل ذلك يعود- بالدرجة الأساس- الى إبتعاد الانسان عن الحقائق، وعن الفطرة النقية.

كيف يعود الانسان الى فطرته

وثمة سؤال مهم في هذا المجال هو: كيف يتسنى للانسان أن يعود الى فطرته في صفائها ونقائها، لكي تدفعه هذه الفطرة الى التحرك والنشاط والعمل؟

إن تحقيق هذا المكسب ممكن من خلال أحد أمرين:

1- أن يدعو الانسان داعية الى ذلك، كما كان الحال بالنسبة الى الجزيرة العربية التي كانت ترزح تحت وطأة الحجب الجاهلية، فجاءها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وأطلق فيها صرخته المدوية:" يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا". [1] فأخرجها من ظلمات الجاهلية الى نور الاسلام.

2- أن يعاني الانسان الصعوبات، ويعيش المشاكل لكي تتضح له الحقائق عن كثب، ويبدد بذلك كل الأوهام والظنون.

فقد يتصور الانسان أنه من المقربين الى الله تعالى، وأن دعاءه مستجاب، ولكن عندما تحيط به الأزمات، وتنزل عليه الكوارث، فانه سيستغيث حينئذ بخالقه. ولكنه سيكتشف أن دعاءه لايستجاب، ذلك لأن مقاومة الأزمات، ومواجهة المحن بحاجة الى عمل دؤوب، وتضحيات مكثفة، وإرادة صلبة، صحيح إن الدعاء يعتبر- في حدّ ذاته- ممارسة مفيدة ونافعة، ولكنه لابد أن يقترن بالعمل.


[1] بحار الأنوار، ج 18، ص 202.

نام کتاب : الإبتلاء مدرسة الإستقامة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست