وفي يوم الواقعة وبعد أن أبلى اصحاب الامام في نصرة الحق بلاءً حسناً. واستشهدوا جميعاً، بادر علي الأكبر (عليه السلام) بالمثول أمام والده يستأذنه في البراز ..
كانت تلك ساعة بالغة الروعة .. لقد وقف الفتى
الرشيد مستطيلًا على الزمن، متحدياً الحياة الدنيا، مستشرفاً آفاق الآخرة. وقف امام والده يطلب منه الاذن بأن يقتحم غابة الذئاب حيث تتموج غمرات الموت ..
لم يتردد الامام الحسين (عليه السلام) في الاذن له. بل وتشجيعه، بالرغم من عمق حبه له وعظيم شفقته عليه، وبالغ منزلته عنده. إنه يمثل اسمى تطلعاته في الدنيا أن يبقى علي يمثل خطه ويحمي قيمه. ولكنه يعرف أن حماية القيم انما هي ببذل دمه. وتمزق جسده أمام عيني أبيه. وهكذا أذن له ..