مِنَ الْمِهَادِ، وَرَفَضُوا تِجَارَاتِهِمْ، وَأَضَرُّوا بِمَعَايِشِهِمْ وَفُقِدُوا فِي أَنْدِيَتِهِمْ بِغَيْرِ غَيْبَةٍ عَنْ مِصْرِهِمْ، وَخَالَفُوا الْبَعِيدَ مِمَّنْ عَاضَدَهُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ وَقَلَوُا الْقَرِيبَ مِمَّنْ صَدَّ عَنْهُمْ وَعَنْ جِهَتِهِمْ فَائْتَلَفُوا بَعْدَ التَّدَابُرِ وَالتَّقَاطُعِ فِي دَهْرِهِمْ، وَقَلَعُوا الْأَسْبَابَ الْمُتَّصِلَةَ بِعَاجِلِ حُطَامِ الدُّنْيَا، فَاجْعَلْهُمُ اللَّهُمَّ فِي أَمْنِ حِرْزِكَ وَظِلِّ كَنَفِكَ، وَرُدَّ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِمْ بِالْعَدَاوَةِ مِنْ عِبَادِكَ، وَأَجْزِلْ لَهُمْ عَلَى دَعْوَتِهِمْ مِنْ كِفَايَتِكَ وَمَعُونَتِكَ وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيدِكَ وَنَصْرِكَ، وَأَزْهِقْ بِحَقِّهِمْ بَاطِلَ مَنْ أَرَادَ إِطْفَاءَ نُورِكَ، اللَّهُمَّ وَامْلَأْ كُلَّ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ وَقُطْرٍ مِنَ الْأَقْطَارِ قِسْطاً وَعَدْلًا، وَمَرْحَمَةً وَفَضْلًا، وَاشْكُرْهُمْ عَلَى حَسَبِ كَرَمِكَ وَجُودِكَ، مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى الْقَائِمِينَ بِالْقِسْطِ مِنْ عِبَادِكَ، وَادَّخَرْتَ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِكَ مَا تَرْفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجَاتِ، إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وَتَحْكُمُ مَا تُرِيدُ ... [1].
[1] بحار الأنوار، ج 82، ص 228- 231.آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، الامام العسكري عليه السلام: قدوة و أسوة - بيروت، چاپ: دوم، 1431.