responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الباقر عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 12

ولا ريب في أن مأساة كربلاء الفجيعة تركت طابعها على نفسية الإمام الباقر عليه السلام الذي رافق صورها وشاهدها لحظة بلحظة؛ لأنه- حسب بعض الرواة- كان ممن حضرها مع سائر أبناء الأسرة الهاشمية.

وبعد تلك الفاجعة عاش الإمام (19) سنة و (60) يوماً في ظل والده سيد الساجدين [1]، حيث كانت حياته الكريمة مثلًا أعلى للصبغة الربانية، وظل شعاع تلك الحياة يضيء درب السالكين إلى الله، حتى اليوم.

ومنذ باكورة حياته المباركة تجلَّت فيه ملامح الإمامة. وقد جاء في الحديث المأثور عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي قال:

«كُنَّا عِنْدَ جَابِرِبْنِ عَبْدِ اللهِ فَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَمَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَهُوَصَبِيٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِابْنِهِ: قَبِّلْ رَأْسَ عَمِّكَ، فَدَنَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَابِرٍ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، فَقَالَ جَابِرٌ: مَنْ هَذَا؟ وَكَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام: هَذَا ابْنِي مُحَمَّدٌ، فَضَمَّهُ جَابِرٌ إِلَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ. فَقَالُوا لِجَابِرٍ: كَيْفَ ذَلِكَ يَا أبَا عَبْدِاللهِ؟

فَقَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله وَالْحُسَيْنُ فِي حَجْرِهِ وَهُوَيُلَاعِبُهُ فَقَالَ: «يَا جَابِرُ! يُولَدُ لِابْنِيَ الحُسَيْنِ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ لِيَقُمْ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ، فَيَقُومُ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، وَيُولَدُ لِعَلِيٍّ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ، يَا جَابِرُ! إِنْ رَأَيْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَاعْلَمْ أَنَّ بَقَاءَكَ بَعْدَ رُؤْيَتِهِ يَسِيرٌ».

فلم يعش (جابر) بعد ذلك إلَّا قليلًا ومات» [2].

وبعد والده اضطلع بمقام الإمامة العامة.


[1] بحار الأنوار، ج 46، ص 217.

[2] بحار الأنوار، ج 46، ص 227.

نام کتاب : الإمام الباقر عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست