رَكْعَتَيْنِ عَلَى خَلَاءٍ مِنَ النَّاسِ؛ إِلَّا غَفَرْتُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ».
فَلَمْ أَرَ شَاهِداً أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام حَيْثُ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَلَمَّا أَنْ مَاتَ شَهِدَ جَنَازَتَهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ وَانْهَالَ [النَّاسُ] يَتْبَعُونَهُ حَتَّى وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ، فَقُلْتُ: إِنْ أَدْرَكْتُ الرَّكْعَتَيْنِ يَوْماً مِنَ الدَّهْرِ فَالْيَوْمُ هُوَ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الْجِنَازَةِ، وَثَبَتُّ لِأُصَلِّيَ فَجَاءَ تَكْبِيرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَجَابَهُ تَكْبِيرٌ مِنَ الْأَرْضِ وَأَجَابَهُ تَكْبِيرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَجَابَهُ تَكْبِيرٌ مِنَ الْأَرْضِ، فَفَزِعْتُ وَسَقَطْتُ عَلَى وَجْهِي، فَكَبَّرَ مَنْ فِي السَّمَاءِ سَبْعاً وَمَنْ فِي الْأَرْضِ سَبْعاً وَصَلَّى عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا، وَدَخَلَ النَّاسُ المَسْجِدَ فَلَمْ أُدْرِكِ الرَّكْعَتَيْنِ وَلَا الصَّلَاةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: يَا سَعِيدُ! لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَخْتَرْ إِلَّا الصَّلَاةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْخُسْرَانُ المُبِينُ، فَبَكَى سَعِيدٌ ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَدْتُ إِلَّا الْخَيْرَ، لَيْتَنِي كُنْتُ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَا رُئِيَ مِثْلُهُ» [1].
[1] بحار الأنوار، ج 46، ص 149- 150.آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، الإمام السجاد عليه السلام: قدوة و أسوة - بيروت، چاپ: دوم، 1431.