ويستمر الإمام عليه السلام في بيان هذه الحقوق وفروعها، ويُبيَّن من خلالها العلاقة المُثلى بين الإنسان وبين الخلق والخالق. وسوف نستوحي من دراسة رسالة الحقوق البصائر التالية:
أولًا: إن حديث الإمام عليه السلام كان موجهاً للصفوة من أهل الإيمان، الذين نشروا الكمال وسعوا إليه سعيه، لذلك تجد الحقوق المذكورة في هذه الرسالة تجمع بين الحقوق الواجبة والأخرى المندوبة. بل إن أكثرها من النوع الثاني.
ثانياً: إن هذه الرسالة وأمثالها مما نجده عند أئمة أهل البيت عليهم السلام في صيغة رسائل أو وصايا مفصَّلة، والتي جمعها العالم الكبير الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في كتابه الفذ (تحف العقول)؛ كانت بمثابة دروس مركَّزة في التربية الرسالية توارثها الصالحون من أولياء أهل البيت عليهم السلام بهدف بناء القدوات المثلى والطليعة المتميزة من أبنائهم ليكونوا شهداء على الناس.
وما أحوجنا- نحن المسلمين اليوم- إلى العودة إليها في مناهج