نام کتاب : الإمام السجاد عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 18
سعوا جاهدين من أجل تطهير قلوب الناس من الجبت، ومجتمعاتهم من الطاغوت. ولكن ذلك لم يكن حكمة حياتهم الأولى حتى نقول: إنهم قد فشلوا في تحقيق ذلك، وإنما كانت الحكمة الأولى ابتلاء الناس، حيث قاموا بتلاوة وحي الله وبتعليم الناس وتزكيتهم. وقد قال ربُّنا سبحانه: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ[1].
بلى، كان من الأهداف السامية لبعثة الرسل، ونهضة أوصيائهم، وقيام أوليائهم، إعداد الناس للقيام بالقسط. ولا أقول: قيامهم بالقسط بين الناس، لأن ذلك يوحي بالوكالة في ذلك، وهذا ما ينفيه الوحي ببلاغة نافذة. فاستمع إلى قول ربِّك العزيز: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَاالْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[2].
الإمام السجاد وريث الأنبياء:
ولأن الإمام زين العابدين عليه السلام ورث عن جده النبي المصطفى (عليه وآله الصلاة والسلام) دور الأنبياء، فإن الحكمة الأولى لإمامته هي الحكمة ذاتها الأولى في رسالة الأنبياء: ابتلاء الناس بعد دعوتهم إلى الله، وكانت سائر الأهداف السامية- كإقامة القسط ونصرة المظلومين- في امتداد تلك الحكمة، أي أنها تتفرع منها وتأتي بعدها.