1- لا جبر ولا تفويض:
مَنْ لَا يُؤْمِن بِاللهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ فَقَدْ كَفَرَ، مَنْ حَمَلَ ذَنْبَهُ عَلَىْ رَبِّهِ فَقَدْ فَجَرَ. إِنَّ اللهَ لَا يُطَاعُ اسْتِكْرَاهًا، وَلَا يُعْصَى بِغَلَبَةٍ، لِأَنَّهُ المِلِيْكُ لِمَا مَلَّكَهُمْ، وَالقَادِرُ عَلَىْ مَا أَقْدَرَهُمْ. فَإِنْ عَمِلُوْا بِالطَّاعَةِ لَمْ يَحُلْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا فَعَلُوْا، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوْا فَلَيْسَ هُوَ الَّذِيْ يُجْبِرُهُمْ عَلَىْ ذَلِكَ. فَلَوْ أَجْبَرَ اللهُ الخَلْقَ عَلَى الطَّاعَةِ لَأَسْقَطَ عَنْهُمُ الثَّوَابَ، وَلَوْ أَجْبَرَهُمْ عَلَىْ المَعَاصِيْ لَأَسْقَطَ عَنْهُمُ العِقَابَ. وَلَوْ أَنَّهُ أَهْمَلَهُمْ لَكَانَ عَجْزاً فِيْ القُدْرَةِ. وَلَكِنْ لَهُ فِيْهِمُ المَشِيْئَةُ الَّتِيْ غَيَّبَهَا عَنْهُمْ، فَإِنْ عَمِلُوْا بِالطَّاعَاتِ كَانْتَ لَهُ الِمنَّةُ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ عَمِلُوْا بِالمَعْصِيَةِ كَانَتْ لَهُ الحُجَّةُ عَلَيْهِمْ [1].
2- الموت يطلبك:
يا جُنَادَة! اسْتَعِدَّ لِسَفَرِكَ وَحَصِّلْ زَادَكَ قَبْلَ حُلُولِ أَجَلِكَ. وَاعْلَمْ أَنَّكَ تَطْلُبُ الدُّنْيَا وَالمَوْتُ يَطْلُبُكَ وَلَا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ. وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَكْسِبُ مِنَ المَالِ شَيْئاً فَوْقَ قُوتِكَ إِلَّا كُنْتَ فِيهِ خَازِناً لِغَيْرِكَ. وَاعْلَمْ أَنَّ فِي حَلَالِهَا حِسَابٌ، وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ، وَفِي الشُّبُهَاتِ عِتَابٌ، فَأَنْزِلِ الدُّنْيَا بِمَنْزِلَةِ المَيْتَةِ خُذْ مِنْهَا
[1] أنظر: جمهرة رسائل العرب.