responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسن عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 59

على السلطة ولا صراعاً بين حزبين داخل الإطار الإسلامي، بل كان صراعاً بين الكفر المُبطَّن والإسلام الحق. ولذلك اتَّبع الإمام الحسن عليه السلام نهجاً خاصًّا في مواجهة الصراع، وهو نهج الدعوة الصريحة، حيث سافر إلى الشام، عاصمة الخلافة، كي يُقر حقًّا نذر له نفسه، ومن الطبيعي أن أهل الشام سوف يلتفتون إليه بعد أن كان رئيس الحركة المناوئة لدولتهم، وقائد الحرب المعارض لسياستهم. ولابد أن يفد عليه منهم خلق كثير، فهنالك يستطيع أن يبلِّغ دعوته وينشر من علومه ما يدكّ صرح معاوية السياسي وينسف أحلامه الجاهلية.

وإن صفحات التاريخ تطالعنا بكثير من خطبه التي ألقاها على أهل الشام، فأثَّر في نفوسهم أبلغ تأثير، ولم يزل كذلك حتى اشتكاه أنصار معاوية قائلين له: إن الحسن قد أحيا أباه وَذِكْره، وقال فصُدِّق، وأمر فأُطيع، وخفقت له النعال، وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه ولا يزال يبلغنا عنه ما يسوؤنا.

سياسته في عهد معاوية:

وهكذا قاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام معارضة سياسية قوية، ولكن من دون الحرب. وكان يُوجِّه شيعته هنا وهناك، ويُنظِّم صفوفَهم، ويُنَمِّي كفاءاتهم، ويدافع عنهم أمام بطش معاوية وكيده. وفي الوقت ذاته كان عليه السلام يقوم بنشر الثقافة الإسلامية في كافة البلاد، إما عن طريق الرسائل والمُوفَدِيْنَ من تلامذته البارعين الذين كان يَتَكَفَّل أمورهم المادية والمعنوية ثم يبعثهم إلى الآفاق، أو عبر الخطب التي كان يلقيها في مواسم الحج وغيرها، فيملك ناحية الأمة ويستأثر بقيادتها الثقافية. ومن ذلك أيضاً، نستطيع أن نُدرك سرَّ اختياره المدينة المنورة وطناً دائماً له، حيث كان فيها من الأنصار وغيرهم ممن يقدر على

نام کتاب : الإمام الحسن عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست