responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسن عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 12

وقد نجد تفسيراً لهذه الكلمة في الأحداث التي جرت بعد الرسول صلى الله عليه واله وطبيعة الظروف التي قضت عند الحسن عليه السلام أن يتخذ منهج الرسول أُسوةً له دقيقة التطبيق شاملة التوفيق، فيُعطي الناس من عفوه وصفحه، ويُعطي أعداءه من صُلحه ورِفقه، مثلما كان يعطي الرسول تماماً. كما اقتضت عند الحسين عليه السلام أن يبالغ في شدّته في الدِّين، وغيرته عليه، ويبدي من منعته ورفعته في أموره، ما جعل تشابهاً كبيراً بينه وبين عهد علي عليه السلام مع المشركين والكافرين والضالين.

التربية:

ولقد أولاه النبيُّ والوصيُّ والزهراءُ عليهم السلام من التربية الإسلامية الصالحة ما أهَّله للقيادة الكبرى. فإن بيت الرسالة كان يربي الحسن وهو يعلم ما سوف يكون له من المنزلة في المجتمع الإسلامي، كما يوضِّح للمؤمنين منزلته وكرامته.

فكان النبيُّ صلى الله عليه واله يرفعه على صدره، ثم يقيمه لكي يكون منتصباً ويأخذ بيديه يجره إلى طرف وجهه الكريم جرًّا خفيفاً وهو ينشد قائلًا:

حزقَّةُ حزقَّة [1] تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّة

. ويلاطفه ويداعبه، ثم يروح يدعو:

اللَّهُمَّ إِنِّيْ أُحِبُّهُ فَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ

[2]. ويقصد أن يسمع الناس من أتباعه لكي تمضي سيرتُه فيه أسوة للمؤمنين، بكرامة الحسن عليه السلام واحترامه.

ومرة يصلي النبي بالمسلمين في المسجد، فيسجد ويسجدون، يرددون في خضوع:

سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وَبِحَمْدِهِ

مرة بعد مرة، ثم


[1] الحزقة: القصير الذي يقارب الخطو.

[2] بحار الأنوار، ج 43، ص 286.

نام کتاب : الإمام الحسن عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست