responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 15

أَثَرَ أُمِّهِ، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَمًا وَيَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ، وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي، وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا، أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ، وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّة» [1]

. الفتى المبارك:

ولم يزل يدرج ويترعرع متميزًا بين أترابه، في أعماله، وأقواله. ففي ذات يوم، وكان له آنذاك سنوات قلائل، وكان يلعب مع أترابه، إذ ينزلق أحد الأطفال بجانب بئر كانت هناك، وقبل أن يسقط فيها يلحقه علي عليه السلام فيأخذ منه عضوًا، فيعلق رأس الطفل إلى الأسفل وتمسك عضوه الأعلى يد عليّ، ويصيح الأطفال، ويأتي أهل الطفل، ويتعجبون للمنظر، وكان يسمّى عليٌّ مباركًا، فقالت والدة الطفل: أيها الناس! أترون مباركًا، كيف أنقذ ولدي من الهلاك.

وكانت الظروف صعبةً في مكة، وقد أصاب البلد الحرام قحط شديد، عمَّ بيت أبي طالب. فجاء النبي صلى الله عليه واله إلى بعض أعمامه الأثرياء، يفاوضهم في الأمر، واقترح أن يتكفلوا أبناء عمه، فلما عرضوا عليه قال: أبقوا لي عقيلًا وخذوا من شئتم، فأخذ كل من العباس وحمزة عمّا النبيِّ وهالة بنت عبد المطلب عمته، واحدًا من أبناء أبي طالب، وبقي علي عليه السلام فإذا بالنبي يستدعيه ليكون له صاحبًا، فيغمره البُشر، ويأوي إليه كما يأوي الفصيل إلى أُمه.

إن عليًّا الذي فتح عينيه- أول ما فتحهما- على ملامح النبي صلى الله عليه واله،


[1] نهج البلاغة الخطبة [192] .

نام کتاب : الإمام على عليه السلام: قدوة و أسوة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست