responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 302

مستعارة وبطرق ملتوية، وكانت تلك تُرائي لها أنها حامية مصالحها، وتمزج السم بالعسل .. ولكن الأكثرية في الشيوعية تخضع للأقلية الحاكمة تحت اسم معين وبطريق مباشر، ولا تحتاج هذه الأقلية إلى تبرير حكمها بدليل ولا خسارة بضعة دنانير في العسل لتمزج به السُّم؛ ذلك لأنها ستُجبر الأكثرية على اجتراع السُّم قهرًا.

إن تجربة أكثر من نصف قرن من قيادة الحزب الشيوعي لطائفة من دول العالم أظهرت بوضوح عدم قدرة الشيوعية على كشف جذر الخطأ، وهو الذي يتلخَّص في المفهوم المادي للحياة.

ومن هنا فإن النظام الإسلامي استطاع أن يقضي على الاستغلال، ليس بتبديل شخص المستغل من زيد إلى عمر، ولا تبديل صفته من رئيس شركة إلى رئيس دولة أو رئيس حزب، بل بتبديل النظرة المادية إلى نظرة معنوية. وحين بنت الفلسفة الإسلامية بناءها على أساس معنوي- مناقبي، واستطاعت بناء طليعة مناقبية تفضل مصالح المجتمع على مصالحها الذاتية؛ أوحت إلى الناس أنِ اتَّبعوا هؤلاء، وأعطت بيدهم القدرة على تحديد نشاط الأثرياء ومنعهم من الاستغلال ومن الفساد، ثم أعطت للناس كلهم الحرية الكاملة .. هذه هي خطوط النظام الإسلامي والتي تتلخَّص في نقاط:

1- الإسلام يُغيِّر الإنسان المادي إلى الإنسان المعنوي بفلسفته العامة والصائبة عن الكون.

2- الإسلام يُبدِّل مقياس الانتخاب والقيادة من مقياس راعي المصالح الطبيعية إلى راعي الحق والعدالة الاجتماعية بالنسبة إلى كل إنسان يعيش على الكوكب.

3- حينما يقوم أساس الدين على النظرة المعنوية و الروحية فإن فريقًا من الناس ينمون في هذا الحقل فيكونون هم طليعة الأمة وقادتها.

4- يُحدِّد الإسلام المصالح الشخصية بالحق والعدل ثم يُطلق الحريات.

هذه هي الخطوط العامة للنظم الاجتماعية الثلاثة، وهي تعتمد على الآراء الفلسفية المتفاوتة في حقل الإنسان والمجتمع، وهذا ما نودُّ بيانه فيما يلي بإذن الله.

نام کتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست