responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 511

إلى المعلوم، إذ إن التجربة البشرية الماضية، تعطي التجارب التالية: كثيرا من الوضوح والبلورة، بالرغم من أنها لا تتكرر بالضبط.

ولا تعني العبرة أن التاريخ يفسر لنا كامل العوامل والدوافع، والأسباب التي تشترك في صنع أحداث الحياة بحيث لا نحتاج- بعدها- إلى أي من العلوم الاجتماعية البشرية، كلا! بل إنها تلقي ضوءا على تجارب الإنسان المعاصر، من خلال بيان التجارب المشابهة، وتعطي الإنسان، بالتالي، بصيرة في الحياة، حيث يفتح العقل على الخطوط العريضة التي تسير عليها حياة البشر، بالرغم من أن الخطوط العريضة وحدها لا تكفي، وعن هذا يقول و. ه-. وولش: (إن من وظائف التاريخ الكبرى هو أنه يعرّف الناس بزمانهم، عن طريق رؤيتهم مقارنا بزمان آخر). ويقول ستراير: (إن دراسة التاريخ تعين الإنسان على مواجهة المواقف الجديدة، لا لأنها تقدم له أساسا للتنبؤ بما سيكون، ولكن لأن الفهم الكامل للسلوك الإنساني في الماضي، يتيح الفرصة للعثور على عناصر مشتركة، بين مشاكل الحاضر والمستقبل، مما يجعل حلها حلا ذكيا أمرا ممكنا) [1]. ورؤية الإسلام إلى التاريخ هي أنها عبرة وبصيرة وهدى، وذلك يدعو الإنسان إلى النظر في التاريخ للاعتبار منه.

ويقول هيجل: إن تاريخ البشر كله، يمكن أن يوصف بأنه عملية طويلة، استطاعت البشرية خلاها أن تحرز تقدما روحيا وأخلاقيا، وهذا التقدم هو ما استطاع العقل البشري ان يحرزه في طريق معرفته لنفسه [2]. ومن هنا تأتي ضرورة دراسة التاريخ، لأنها حاجة بشرية ملحة، يقول عن ذلك آرثر مارفيك، في كتابه الشهير (طبيعة التاريخ) ص 14: (وإذن فالتبرير الأساسي للدراسة التاريخية، هو أنها (ضرورية) فهي تسد حاجة غريزة إنسانية أساسية، تفي بحاجة أصيلة من حاجات البشر، الذين يعيشون في المجتمع). ثم يضيف قائلا:


[1] - المصدر، ص 63.

[2] - عالم الفكر، المجلد الخامس، العدد الأول. ص 50.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست