responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 444

(المهم عند الرجل البدائي، أن يخلص نفسه من صعوبة الفراغ والجهل، فهو يريد أن يدعي معرفة السبب أيا كان نوعه، وهو يربط بين أية ظاهرتين، تشغلان ذهنه في وقت واحد، فمثلا حسب ما يقول (ليفي بريل): ها هو ذا أحد أهالي جزائر هربيد الجديدة، يسير في طريقه فيرى ثعبانا يسقط عليه من شجرة، وفي صبيحة أحد أيام الأسبوع التالي، يعلم أن إبنه مات في استراليا، ولما كانت هاتان الحادثتان تشغلان تفكيره في نفس الوقت، فإنه لا يستطيع ان يتصور أحداهما مستقلة عن الأخرى) [1]. والإنسان القديم كالإنسان البدائي كان يتخيل وجود علل غيبية للأشياء، دون الاعتراف بما لها من أسباب ظاهرة، (فإذا رجعنا مثلا إلى فلسفة أفلاطون) وجدنا أنها تفسر وجود الكائنات في العالم الحسي، بأنها ظلال وأشباح للكائنات العقلية أو المعاني التي توجد في عالم المثل.

وقد ذهب أرسطو إلى رأي غريب في تعليل سقوط الأجسام نحو الأرض، فقال: إن الأجسام تنقسم إلى نوعين: خفيفة وثقيلة، وان الخفة هي السبب في صعود الأجسام في الفضاء، وإن الثقل قوة كامنة في الجسم. وفي العصور الوسطى لم يتحرر تفكير (المدرسيين) من الإيمان بوجود قوى خفية، تنتج الظواهر وتسبقها في الوجود [2]. وكان هذا التفكير وراء شبهات فلاسفة الاغريق والتابعين لهم في المسائل الدينية، التي تقوم على أساس إمكانية (اختراق) سنن الحياة، والعمل بدون علة ثابتة وبالتالي إنكار المعجزات أنى كان نوعها. والفكر القديم ينطوي على تناقض كبير فيما يخص موضوع العلة والمعلول حيث يبقى حائرا في تفسير حدوث الأشياء وتطورها واختلافها، مع أنها ميعا ناتجة من علة واحدة وثابتة وغير متطورة. وان العلة والمعلول لا بد ان يكونا من نوع واحد، وهكذا إلى آخر هذه المسائل، التي تورطوا فيها بسبب غرورهم في الاعتقاد بفهم


[1] - المنطق الحديث ومناهج البحث، ص 222.

[2] - المنطق الحديث ومناهج البحث، ص 224.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 444
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست