responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 4

كما بذل الفقهاء الكرام- رضوان الله عليهم- المزيد من الجهد في سبيل تبويب أخبار الهداة من آل الرسول في أسفار عظيمة كالكتب الأربعة، والتي جاءت تحدياً لموجة الأفكار الضالة التي اجتاحت العالم الإسلامي في تلك العصور، وبالذات شيخنا الأعظم محمد بن يعقوب الكليني الذي ألف سفره العظيم (الكافي) لهذه الغاية كما يبدو من مقدمة الكتاب.

ولقد لاحظت في إجازات مشايخنا تحذيراً شديداً من الأفكار المنحرفة، مما يدل على أن علماءنا الأبرار كانوا قد عقدوا العزم على الدفاع عن أصول الفكر الإسلامي [1].

وإن كثيراً من المسلمين اليوم يتعرضون لخطر الانحراف عن أصول الفكر الإسلامي إلى بعض الأفكار الانتقائية المستوحاة من الثقافات الأوروبية الحديثة، أو الفلسفات اليونانية القديمة، والسبب في ذلك هو انفتاحهم غير المحدود عليها دون الرجوع إلى مصادر الفكر السليم لاتخاذها ميزاناً بين الحق والباطل.

من هنا؛ رأيت من الضروري أن أبتعد كل يوم قليلًا عن عالم الأحداث الساخنة لأستريح إلى حقل الحكمة الإسلامية، الذي كنت أحنّ إليه منذ أن ألفت قبل خمسة عشر عاماً كتابي (الفكر الإسلامي؛ مواجهة حضارية).

وقد وفقت- والحمد لله- لإنجاز جزءٍ مما كنت أتمنى إنجازه في هذه البحوث، ذلك الجزء الذي يتعلق بتاريخ العلوم العقلية عند المسلمين ومباحث الوجود والفيض، بينما لم أوفق لإنجاز بقية البحوث التي تشمل مباحث العلم والعقل


[1] جاء في كتاب مستدرك الوسائل للعلامة النوري (ره) حول بعض العلماء، ما يلي: وأما اطلاعه وكمال معرفته بعلم الفلاسفة وحكمتها وعلم التصوف وحقيقته فغير فادح في جلالة شأنه، فإن أكثر علمائنا من القدماء والمتأخرين قد حققوا هذين العلمين ونحوها من الرياض والنجوم والمنطق، وهذا غني عن البيان وتحققهم لتلك العلوم ونحوها ليس للعمل بأحكامها وأصولها والاعتقاد بها، بل لمعرفتهم بها والاطلاع على مذاهب أهلها المستدرك، ج 3، ص 365.

إنك ترى أن العلم بهذه الثقافات كاد يكون قدحاً في الشخص لولا أنه كان مجرداً عن التأثر بها.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست