responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 246

الانسان- كمخلوق مفضّل على غيره من المخلوقات- هي الارادة والحرية وامكانية الانتخاب والاختيار.

ولعلّ السبب الرئيسي في توجه الفلاسفة وأتباعهم الى القول بمقولة الجبر، هو أنهم قد تعمقوا في مسائل لم يفهموها بالشكل الصحيح منذ البداية؛ بمعنى أن قاعدة انطلاقهم في ممارسة عملية التنظير كانت قاعدة غير سليمة. فهم لم يسعوا ابدا في فهم المصطلحات الخاصة بهذا العلم بادئ بدء، هذا فضلا عن أن البحث في مثل هذا العلم ليس من صلاحيات الانسان مهما تقادم به العهد أو صوّر لنفسه جدوائية البحث في هذه المسائل ومثيلاتها، حيث تفرض هذه البحوث نفسها من خلال ما قاله الخالق وحدّده في القرآن الكريم، أو ما جاء على لسان الانبياء والأئمة باعتبارهم مفوضين من قبل المرسل لهم في توضيح ما من شأنه أن يُعْجِزَ بني البشر. ولقد عزا إمامنا الصادق صلوات الله عليه السبب في وقوع بعض الفلاسفة في هذا المطبّ الخطير الى أنهم" تكلّفوا علم مالم يؤتوا، حتى أن أحدهم كان ينادى من أمامه فيجيب من خلفه، أو ينادى من خلفه فيتحدث من أمامه". ( [1]) حتى تورطوا في شبهات خطيرة بالنسبة الى إيمانهم، وإيمان من يتبعهم أو يقلدهم. وهم- بطبيعة الحال- كانوا في غنىً عن هذه الشبهات لو أنهم ردّوا الأمر الى الله والى الرسول والمعصومين الصديقين من أهل بيته عليهم السلام.

العلم غير الارادة:

يعزو البعض إرادة الانسان وأفعاله الى علم الله سبحانه وتعالى؛ بمعنى أن الانسان لم يكن ليقوم بأفعاله لو لم تكن مكتوبة في علم الله عزّ وجلّ. والشاعر


[1] () بحار الأنوار/ ج 2/ ص 308/ رواية 70.

نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست