responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 222

إنهم تهربوا من الاعتراف بخطئهم الفادح هذا، حينما سئلوا عن العلة في أن يأمرهم الله سبحانه وتعالى وينهاهم ويحمّلهم التكاليف الشرعية والاخلاقية؛ هذا فضلًا عما يلزمهم العرف والمجتمع بالتزامات متفق عليها.

ومن الملاحظ؛ أن الجاهلية الغربية الحديثة بكل مدارسها تقول أيضاً بالحتمية، وهي تعبير آخر عن (الجبر). ومثال ذلك قول الماركسية المادية بحتمية الصراع الطبقي، وكذلك الحال بالنسبة للمذهب الاجتماعي الذي بنيت عليه الديمقراطية الغربية الحاكمة، حيث يؤكد هذا المذهب حتمية تأثير القوانين الاجتماعية على حركة الانسان. وهناك المذهب الجنسي القائل بحتمية انصياع حركة الفرد الى ما تمليه عليه احتياجاته الجنسية.

إن هذه المذاهب وغيرها من المذاهب الحديثة يتفق جميعها على الحتمية، وعلى أن الانسان كائن عاجز؛ لا حول له ولا قوة. ولكنها تختلف فيما يسيطر على هذا الكائن؛ فبعض يقول المجتمع، وبعض يقول الاقتصاد ووسائل الانتاج، وبعض يقول العقد النفسية، وبعض يؤكد على الحركة التأريخية ودوراتها.

إذاً، فالانسان في متاهة النظريات هذه لا يعدو أن يكون اكثر من عربة يحركها سائقها، فهي تسير كما يشاء القائد ولا إختيار لها بالمرة. هذه هي نهاية مبلغ الفلسفة البشرية.

أما رسالات الله فتؤكد على أن الانسان كائن حر في تصرفاته، ومسؤول عن مصيره. وأستطيع في هذا المجال الجزم بأن احد أهم أبعاد الشرك بالله العلي العظيم هو الاعتقاد بحتمية تفوق العوامل الارضية على الانسان، وبالتالي القول بحتمية وجود فاصلة بين الانسان وربه الخالق.

نام کتاب : مبادئ الحكمة نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست